تقارير: الجيش الجزائري 'قتل مئات' المغاربة اثناء محاولات عبورهم الحدود البرية المغلقة
[b]قالت صحف مغربية ان الجيش الجزائري قتل مئات المغاربة اثناء محاولاتهم عبور الحدود البرية المغلقة خلال السنوات الثماني الماضية. وقالت صحيفة 'العلم' لسان حزب الاستقلال الذي يتزعمه عباس الفاسي الوزير الاول المغربي والحزب الرئيسي بالحكومة ان المواطن المغربي في الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر 'غالبا ما يقع وبكل سهولة ضحية غدر رصاص حرس الحدود الجزائري ويصبح المواطن في هذه الحالة عبارة عن طريدة دون اي احساس بالذنب'.
وتعرف الحدود البرية الجزائرية المغربية حركة تهريب نشطة منذ اغلاقها 1994 نتيجة توتر سياسي في العلاقات بين البلدين على تحميل السلطات المغربية مسؤولية هجمات مسلحة استهدفت فندقا في مدينة مراكش للمخابرات الجزائرية وفرضها تأشيرة دخول مسبقة على المواطنين الجزائريين الذين يرغبون في زيارة المغرب.
وردت الجزائر على الاتهام المغربي بفرض التأشيرة على المواطنين المغاربة واغلاق الحدود البرية التي كانت تشهد حركة تنقل بشري كثيف وتبادل واسع للسلع والبضائع مما خلق كسادا اقتصاديا وتنمويا للمناطق الحدودية خاصة المناطق الحدودية المغربية التي كانت قد انتعشت بعد 1988 نتيجة فتح الحدود التي كانت مغلقة منذ 1975 نتيجة اختلاف البلدين بشأن نزاع الصحراء الغربية.
وتدرك السلطات المغربية والجزائرية ان سكان مناطق الحدود على الجانبين يؤمنون مصدر رزقهم وحياتهم اليومية عن طريق التهريب كما ان العائلات تتبادل الزيارات فيما بينها عن طريق الدخول تسللا الى الطرف الاخر.
وقال عبد العزيز بوتفليقة في تصريحات سابقة ان ابنة شقيقته التي تقيم في مدينة وجدة المغربية تزور عائلتها في الجزائر عن طريق المهربين مقابل 300 درهم مغربي (45 دولار). وقالت صحيفة 'العلم' انه رغم قتل الجيش الجزائري لعشرات من المغاربة طوال السنوات الثماني الماضية، فإن التاريخ لم يسجل سقوط ولو جزائري واحد برصاص الجيش المغربي الحدودي رغم ان مئات الجزائريين يتسللون الى التراب الوطني المغربي بصفة غير شرعية سنويا'. وحسب صحيفة 'العلم' فإن حرس الحدود الجزائري اطلق النار مؤخرا على مواطن مغربي كان داخل الحدود المغربية واصابه في كتفه بعد اختراق الرصاص زجاج سيارته التي كان يركبها متوجها فيها الى دار عمته بالمنطفة الحدودية. وقالت ان هذا الحادث لم يكن هو الاول ولا الاخير بل العشرات ان لم نقل المئات من المواطنين المغاربة قد لقوا حتفهم على مدى السنوات الثماني الماضية على طول الشريط الحدودي الذي يبلغ 550 كلم وان العديد من ضحايا المغاربة سقطوا برصاص الغدر الجزائري على طول الحدود المغربية الجزائرية.
واضافت ان الجيش الجزائري يدعي انه يستهدف المهربين ولكنه لا يفرق في ذلك بين المدنيين المغاربة من سكان المناطق الحدودية والمهربين. وتخشى الجزائر منذ اندلاع العنف بين الجماعات الاسلامية والدولة بداية من 1992 من استخدام هذه الجماعات للحدود البرية لتهريب الاسلحة كما تخشى من استخدام الحدود في تهريب المخدرات الى داخل الجزائر.
واستبعدت مصادر رسمية مغربية ان يكون ضحايا محاولات التسلل عبر الحدود بين الجزائر والمغرب بهذا الحجم، الا انها قالت لـ'القدس العربي' ان السلطات المغربية 'أبلغت اكثر من مرة، وبمختلف الطرق، انزعاجها من استخدام حرس الحدود الجزائري للرصاص في ظروف قد لا تستدعي مثل هذا الاستخدام'.[/b]