[
center]الوادي المبارك.. بين الأمس واليوم[/center]عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بوادي العقيق، يقول: "أتاني الليلة آت من ربي، فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك"، أي وادي العقيق.
يقع وادي العقيق غرب المدينة، وتتجمع مياهه من منطقة النقيع التي تبعد عن المدينة أكثر من مائة كيلو جنوبًا، ويسير إلى مشارف المدينة حتى يصل إلى جبل عير، ويسمى هذا الجزء منه العقيق الأقصى، ويسمى القسم الذي يبدأ من جبل عير إلى زغابة العقيق الأدنى، وهو داخل حرم المدينة المنورة.
يسيل وادي العقيق في الشتاء مثل نهر كبير، وفي السنوات التي تكثر فيها الأمطار تظل المياه فيه عدة أشهر. وتدل الكتابات التاريخية أنه كان في بعض العصور أشبه بنهر دائم الجريان؛ لذلك قامت على ضفافه في العصر الأموي وشطر من العصر العباسي قصور كثيرة، وتزاحم الميسورون على قطع الأراضي بجانبيه حتى لم يعد فيه موضع لمزيد من البناء، ومن أشهر القصور فيه: قصر سعد بن أبي وقاص، وما زالت بعض أثاره قائمة حتى الآن، وقصر عروة، وغيرهما كثير.
كما نشأت بالقرب منه مزارع خصبة تغطيها أشجار النخيل وشتلات الخضراوات والفواكه، فضلاً عن الحدائق التابعة للقصور القائمة فيه، غير أن هذه الحالة الزاهرة انتهت عندما تقلصت المدينة في القرن الهجري الثالث، وهُجرت القصور وتهدمت.
أما الآن فقد امتد العمران إلى أطراف العقيق حتى ذي الحليفة، وما زال مجراه يمتلئ بالماء كلما هطلت أمطار غزيرة. وتصف المصادر التاريخية مياهه ومياه الآبار فيه بالعذوبة؛ لذا يتزود منها أهل المدينة والمسافرون إليها، ومن أشهر آباره بئر عروة.
الجدير بالذكر أن في الجزيرة العربية عدة أودية تحمل هذا الاسم، ولكن أشهرها عقيق المدينة.
[img][/img]